كيف تختار مشروعك الدعوي؟

 

بقلم: ريان جميل محمد  

  

نقاط بين يدي السلسلة:

  • ليست كل المشاريع الدعوية بحاجة للسير على كل الخطوات التي ستذكر، فعلى قارئ هذه السلسلة تطبيق ما يناسب مشروعه، مع عدم إغفال الباقي وليتأمل فيها جيداً فلعله يجد فيها ما يفيده!
  • العمل المؤسسي، والعمل بروح الفريق مطلب ملح لمواجهة تعقيدات العصر و تغيراته، كما أنه يكفل للمشروع –بإذن الله-  الاستمرارية والثبات، ويزيد في جودته وبركته. فاحذر النزعة الفردية وأسطورة البطل الأوحد!!.
  • إن التخطيط والتنظيم من أقوى عوامل نجاح الأعمال الدعوية. فكم من عمل دعوي نجح بفضل التنظيم والتخطيط الدقيق، وآخر فشل بسبب الفوضى والارتجال.
  • تعلَّم أخي الداعية مهارة حل المشكلات؛ فستعينك بعد إعانة الله تعالى على تجاوز الكثير من العقبات التي قد تواجهك في مسيرتك الدعوية.
  • إننا عندما نذكر  مصطلح (المشروع) في هذه السلسلة فإننا نعني كل عمل دعوي, مستمرٍ كان أو موسمي، مثل : (إنشاء مكتب دعوي، تأليف كتاب،حملة دعوية، نادي صيفي، ملتقى شبابي،جمعيات خيرية، حلقات تعليم القرآن، مراكز دراسات، برنامج تربوي،بناء مسجد, موقع على شبكة الانترنت, مشروع تفطير الصائمين…).

  

الخطوة الأولى: اختيار المشروع الدعوي المناسب. 

  • إننا عندما نتكلم عن إنشاء المشاريع الدعوية وطرائق إقامتها، فإننا نتكلم حقيقة عن دراسة جدوى هذه المشاريع. ودراسة الجدوى هي طريقة تستخدم للتعرف علىى مدى توفر الإمكانيات اللازمة لتسويق المشروع وإخراج منتجاته، ومدى وإمكانية تحقيق أهدافه. 

وكي يتم عِقد هذه الخطوات لابد لنا من أن نتظرق أولاً إلى نقطة مهمة ألا وهي : (كيف يمكنك اختيار  المشروع الدعوي المناسب؟) ، (ماهي المعايير العلمية المرجحة لهذا المشروع أو ذاك ؟) 

 

مراحل اختيار المشروع الدعوي الذي يناسبك:

  • إن الله جل وعلا  بحكمته وعلمه؛ قد فاضل بين عباده، فكما أنه وزع الأرزاق (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) فقد وزع سبحانه الإمكانيات والطاقات والمهارات أيضا. ولكي يكون الواحد منا مؤثراً في المكان الذي هو فيه؛ ينغي له أن يستثمر مجال تميزه ليصل إلى أهدافه. فإننا في عصر تلعب التخصصية فيه دوراً ملحوظاً وبارزاً، فقد انقضى عصر الرجل الموسوعي أو كاد، فلم يعد مهيئاً لأحد أن يكون مبرزاً في كل شيء (الطب، والهندسة، والاقتصاد، وعلم النفس..). ومن هذه المقدمة جاءت هذه المعادلة، والتي ستساعدك –بإذن الله- كي تضع أناملك على شريانك الرئيس:

 (قضية تهمك)  *  (مجال تميزك)  = (المشروع الدعوي الذي يناسبك)

  فلو افترضنا أن القضية التي أهمتك هي ( قلة المصلين في صلاة الفجر)، ثم تأملت في حالك ومهاراتك فوجدت أن مجال تميزك هو (التصميم والمونتاج) فأنت بارع فيه عالم بمداخله ومخارجه –كما يقولون- فحاصل المعادلة إذاً: 

(مشروع دعوي يعالج مشكلة قلة المصلين في صلاة الفجر عن طريق التصميم والمونتاج) فقد يكون حملة توعوية على الانترنت، أو  تصاميم تبثها  في المواقع الالكترونية ، أو قناة على اليوتيوب تعرض فيها بعض المقاطع التي أنتجتها.. أو ربما تجمع أكثر من خيار –إن أمكن- ..وهكذا. 

  •   قد تقول: إني متميز في أكثر من مجال، كما أن القضايا التي تهمني متعددة. عندها مرر هذه المشاريع على هذه المعايير:

  • الأنفع، ( ماهو المشروع الأكثر نفعاً للمجتمع أو لتلك الشريحة المستهدفة؟)
  • الأشمل، (أي هذه المشاريع يشمل أكثر من قضية أو يضم شريحة أكبر من المستهدفين؟)
  • الأحوج، (أي هذه المشاريع يحتاجه المجمتع أكثر؛ إما لقلة العاملين فيه أو لعدم وجودهم أصلاً؟)
  • الأعلى رتبة شرعاً، ( فكما تعلم, أن الأصل في المشاريع المتعلقة بالفرائض مقدمة على المشاريع المتعلقة بالواجبات وهكذا.. –هذا هو الأغلب- )
  • الإمكان، ( فالإمكان قد يكون مرتبطاً بالقدرات الشخصية، أو مرتبطاً بالتراخيص الحكومية – إن احتاج الشروع لها، وغير ذلك..)
  • تذكر بأن كل اعوجاج أو خلل أو تقصير تراه، هو فرصة سانحة لإخراج مشروع دعوي يسد هذا الثغر ويقوِّم هذا الاعوجاج.
  • لا تنس استشارة أهل الخبرة والتجربة، فسوف يختصرون لك – بإذن الله – الطريق، ويبصرونك بنفسك و مكامن الإبداع في شخصيتك، فغنمها لك وغرمها ليس عليك!
  • أُذكرك التسلح بالاستخارة، فهي رشاد وأمان، وضمان واطمئنان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها جليلها وحقيرها.

  

قضية جوهرية : 

عندما نتكلم عن المشاريع الدعوية – بالذات – وهي التي يبتغى من إنشائها وجه الله جل وعلا والدار الآخرة، فإن أول وأولى قضية ينبغي التذكير  بها هي قضية إخلاص العمل لله جل وعلا ، و تتبع رضوانه، يقول سبحانه: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم..). 

ولقد هممت أن أضعها خطوة أساسية من خطوات إنشاء المشاريع الدعوية، لكني تأملت فيها، فوجدتها ليست خطوة من الخطوات وإنما هي خطوة في كل الخطوات! 

إن قضية الإخلاص قضية جوهرية يبدأ المشروع بها ومنها ويستمر عليها. فلا بد إذا من المحاسبة المستمرة والتذكير الدائم بها على المستوى الشخصي وعلى المستوى المؤسسي أيضا.

 

هنا انتهى التلميح في هذه الخطوة.. نلتقي بكم في الخطوة التالية

دمتم فناراً ومناراً،،

4 thoughts on “كيف تختار مشروعك الدعوي؟”

  1. هي مجرد فكرة لكاتب المقال بارك الله في جهوده الاستاذ ريان
    لو تكرمتم فقط بكتاب محاور الحدبث الذي ستتكلم عنه في مقالاتك القادمة
    بمعنى آخر تضع لنا خطة بحث حتى نكون على إطلاع أوسع وبشوق أكبر لما ستخطه ببنانك المبدع

    وفقت وسددت وبورك في مسعاك

  2. كلام رائع و جميل و بالفعل دائرة التأثير لها أهمية كبيرة..

    بانتظار بقية الخطوات التي أسأل الله أن ينفع بها

  3. أشكرك أستاذي أحمد على ملاحظتك القيمة.
    فعلا، لم انتبه لهذا! ولعلي أحاول استدراكه في المقالات القادمة..

    تحياتي،،

التعليقات مغلقة.

نُشرت بواسطة

إدارة الموقع

إدارة الموقع

موقع تربوي يقدم تجربته في الحوار والإثراء المعرفي من عالم التطبيقات وعالم الواتساب الصغير إلى عالم المواقع وعالم الإثراء الكبير.