الإزديان بالعلم الشرعي

  

 

من صفات المربي: الإزديان بالعلم الشرعي 

إن مما يعني المربي للاهتمام به  التحلي والتجمل بالعلم الشرعي ,وهو ما عُبر عنه في العنوان بـ (الازديان) قال تعالى:”يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”, وحين نجرد العلم الشرعي بعيداً عن غيره من العلوم يكون ذلك وفق التربية الإسلامية المنشودة. ومن ذلك يظهر لنا أن هناك من العلوم ماهو فرض عين في تعلمه, ومنها ماهو فرض كفاية, وأُثر عن الإمام أحمد -رحمه الله-: “أما ما يُقيم به الصلاة وأمر دينه من الصوم والزكاة (وذكر شرائع الإسلام) فينبغي له أن يتعلم ذلك”. 

والعلم الشرعي هو العلم بالكتاب والسنة وشرائع الإسلام. 

 

وإن طلب العلم من قبل المربي, وثني ركبه عند العلماء له آثاره الحسنة على المربي, ومن معه من المتربين, ومن تلكم الآثار:

 

– تزيين العقل بالعلم ورفع الجهل, والابتعاد عن الزلات والعثرات, والاستغراق في المباحات, وبذلك يجعل هناك بُعداً عن الشبهات, والشهوات, وهي مما يتأثر بها المتربي في يومه وليله, وإذا كان المربي يجهل مثلاً القول الصحيح فيمن يجد وسوسة في العقيدة, أو لا يُعدد شروط السفر للخارج, أو قد يكون ضبابياً في الإلمام بأحكام السفر نجد الخطأ والخلط عند المتربي, وسوء الفهم للنصوص من قبل المربي. ولذا قيل العامل بلا علم كالسائر بلا دليل. 

 

–         المعرفة بالله وأسمائه وصفاته, والمعرفة بأعمال القلوب, لاسيما أن هذه العلوم هي أجل العلوم, وإن الخوض في الفرق والجماعات, وزلات المجتهدين, وخوض القاصرين يُذهب الخشية, ولين القلب. قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: “كفى بخشية الله علماً, وكفى بالاغترار به جهلاً”, وقال الحسن:”إنما العلم الخشية”, وقال الذهبي: “ومن تتبع رخص المذاهب, وزلات المجتهدين, فقد رق دينه”. 

 

–         أن يكون صاحب مشورة ورأي سديد, لاسيما إذا جعل من القرآن خير جليس للتدبر, ومن السنة والسيرة أبهى صورة للتأمل, ولنتأمل حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفساً. 

 

–         أن يكون خير قدوة لما يدعو إليه كطلب العلم مثلاً, وبالتالي فإنه سيكون خير من يصف الواقع, ويدرك الفتن من قبالتها. 

 

وقد وُجدت هناك أثاراً وخيمة لسيء العلم, وقاصر الفهم من أقلها أن يكون جسراً للخطأ في الدين, والقول بغير علم, وإلباس الجهل على من أؤتمن عليهم. 

 

ونلفت الانتباه أن هناك نزراً من المربين, يستصعب الطلب لاسيما إذا ضاق وقته ,وكثرت أشغاله في الدعوة وغير ذلك,فيكن منه الاكتفاء, والارتواء بغرفات يسيرات لا تكاد تسري في مسار النور والعلم .. وإن مما يعين على طلب العلم: 

 

1. تقوى الله, والإخلاص في ذلك, والدعاء قل جل وعلا: “وَقُل رَّب زِدْنِي عِلْمَا “, وعن أبي هريرة – رضي الله عنه قال- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال – ” .. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة … الحديث” – رواه مسلم بهذا اللفظ . 

 

2.  حفظ القرآن الكريم, والقراءة في تفسيره من جزء عم. 

 

3.  الالتصاق ببعض العلماء, وطلبة العلم لا سيما في بعض دروسهم أو مجالستهم المجالس العلمية.

 

 4. الاستماع لألبومات الدروس العلمية.

 

5. تكوين مكتبة في البيت تحوي صغار العلم وأصوله المُعتبرة, ويبدأ بقراءتها على أصحاب التخصص في ذلك. مع مراعاة تعلم طرق القراءة الصحيحة, وكذا القراءة السريعة, وفيها خير كثير.

 

6. الاشتراك مع بعض طلابه في الجلوس عند بعض العلماء لقراءة بعض المتون العلمية والأجزاء.

 

7.  حسن إدارة الوقت, وتنظيمه وذلك يعين في دفع الفتور,ونيل العلم في أوقاته الفاضلة,ومحاولة تجديد نية الهمة العالية في التحصيل, والتدرج في نيل صغار العلم قبل كباره.

هذا وإن العلم الشرعي مكانته المرموقة عند اهل التربية الإسلامية العالية, ولذا يروق للمربي الناجح أن يصل إلى الحد الأدنى كمقياس آخر في العلوم الشرعية,كي يرفع الجهل عن نفسه وطلابه ,ويُحقق في ذلك أسمى المطالب الربانية. 

نُشرت بواسطة

إدارة الموقع

إدارة الموقع

موقع تربوي يقدم تجربته في الحوار والإثراء المعرفي من عالم التطبيقات وعالم الواتساب الصغير إلى عالم المواقع وعالم الإثراء الكبير.