سلسلة أحاديث عن الأوساط التربوية


بقلم: بـدر بـاسـعد
badr.bassad@gmail.com

 

ربما يكون من المناسب أن نكتب عن الأوساط التربوية كتابة جديدة ، تستفيد من النتاج الثري الذي تركه لنا قدواتنا ومشايخنا ومن سبقنا في هذا الطريق وتضيف عليه شيئا من إعادة الهيكلة والترتيب لتعطيه روح العصر الجيل الجديد متمسكين بالسمت الإيماني {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر

وهذه السلسلة تهدف إلى زيادة وعي المربي بالعملية التربوية من خلال توضيح عشرات العوامل المؤثرة في نجاح العملية التربوية بالإضافة إلى عشرات التقسيمات والتفريعات لكي تصبح ( العملية التربوية )  لديه في أوضح صورها وأشدها تمايزا .وبالتالي يمتلك شيئا من الفقه الذي يجب أن تتمه التجربة ومعاناة الواقع التربوي يوما بعد يوم قبل أن يشهد له إخوانه بالخبرة .

” إن فائدة هذا الترتيب هي إعانة المربي على أن ينزل كل جزئية في منزلتها اللائقة بها وتمكنه من النظر النسبي حسب مكان الجزئية من المجموع وما سبقها وما يلحقها في السلم المتدرج أو الجدول الشامل في عملية أشبه ما تكون بالفهرسة التصنيفية لصاحب المكتبة [1]“.

ولن يعدم المربي القارئ لهذه السلسلة من الإرشاد إلى مفاتيح الموضوعات في الكتب المتفرقة والمقالات المتعددة فيسهل عليه الوصول إلى مراده منها مع رجائنا الحار بأن يلتزم البحث والتنقيب بأسلوبه الخاص وطريقته المتميزة حول ما لم أكتشفه أثناء مغامراتي بين الكتب التربوية والدعوية. مع اقتراحي عليه أن يحوّل كل تقسيم يمر عليه أو كل العوامل التي تتحكم في العملية التربوية إلى رسوم توضيحية كي تساعده على الحفظ والتذكر والفهم والتدبر.

وأخيرا .. فإن أحاديثنا في هذه السلسلة التربوية تشمل الحديث عن أنواع الأوساط التربوية ، ومكوناتها ، وكيفية تحليلها من أجل بناء البرامج بشكل أكثر فاعلية وطرق تقييمها وكيفية بناء المهارات وآلية اختيار المفاهيم وما علاقة البرامج بالأهداف ،  بالإضافة إلى التعريف بأهم الكتابات التربوية والمؤلفين في هذا الشأن .

أكتب هذه السلسلة وكلي أمل وشغف ورغبة ورجاء في التعرف على القارئ الذي يؤدي حق القراءة بأن ينبهني إلى مواضع الخطأ و يسأل عن مواضع الغموض ويسددني في مواضع الصواب ..


[1] أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي : ج2 ، ص 263 :  محمد أحمد الراشد

11 thoughts on “سلسلة أحاديث عن الأوساط التربوية”

  1. أحيي فيك أخي بدر هذا الروح والكتابة الجديدة الذي أثق بأنني أول المستمتعين بمتابعتها ،،

    وكم هو جميل أن يكون لكلٍ طريقته في البحث والكتابة والتفكير على خطى من سلف ،

    وبرؤية معاصرة تربوية دعوية منهجية.

    أشكر أخي بدر ، وأسأل اللـه أن ينفعنا جميعاً بما تكتب، وأن يجعله في ميزان حسناتك.

  2. أخي ( أبو أسامة خالد ) /

    إن السلسلة ليست بهذه الضخامة ليقال عنها مشروعا ..

    وأخشى إن أنت أخذتها من هذا المنطلق أن تقل قيمتها عندك ..

    فاعتبرها الآن سلسلة تربوية وكفى ..

    فإذا انتهت فأطلق عليها ما شئت ..

    بارك الله فيك ، وشكرا لمرورك ، وتفاعلك ..

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يا بدر..

    تجديد في الطرح، وجمال في العبارات…

    إني على أحر من الجمر…(ومازلت انتظر!)

  4. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ….

    أبا إلياس …

    ما شاء الله عليك يا أخي .. شكلك ضد الحريق !!

    🙂

    المهم :

    أرجو أن تجد في السلسلة الفائدة والمتعة ..

    كما أرجو أن تعينني على الحق ..

    محبك

  5. إخوتي :
    سامحوني
    الكتابة بأسماء معروفة ثم ننهال بالمديح على الكاتب ، ونفخم في بعضنا ورصيدنا في الواقع لا شئ ووجدنا النت محل للهرب والتنظير

    سامحوني على قسوة العبارة
    ولكن من يكو راحما فليقسوا احيانا

    قلم سيال لاخينا ولو لم يطلب الاخ القارئ الذي يعي ويفهم وينبه لمواطن الخطأ كما طلب اخي بدر وإلا لم اكتب
    اخي الحبيب

    بدر

    انت بوركت همتك تتحدث عن ميدان شابت فيه رؤوس وفنيت فيه اعمار فلا تستسهل الكتابة من أجل مغامرات في كتب دعوية وتربوية فالميدان هو محك التجربة .

    أخي بدر :

    عذرا مع احسن الظن واعلم انك على درجة عالية من الثقافة ، ألمس في كتابتك السابقة ، نوعا مما ألمسه عند كثير من المفكرين ( الاعتماد على الذاتي ) ، أكثر من ربط الامر بالتوفيق والتسديد الالهي ، خذ أمثلة سريعة :

    – النقل عن محمد احمد الراشد ………
    ثم قلت بعد ذلك : ولن يعدم قارئ هذه ……..

    أستاذي بدر
    أنتبه في كتاباتك من ( نا ) العظمة والجمع ، فهي معيبة لا مهيبة .

    سددك الله بإنتظار جهدك المبارك ، ومن كتب استهدف
    وفقك الله وسددك ، والى مزيد

  6. – أخي المتفائل ..

    لو لم أظفر من هذه السلسلة إلا بقارئ صريح مثلك لكفاني ..

    إن مسألة المدح فعلا من المسائل التي تؤرقني وتضايقني ..

    ولذا تمنيت القارئ المتفحص الناقد

    فأتمنى أن تكون أحد رفقاء دربي في هذه السلسلة ..

    – وأما مسألة المدح : فصبرك قليلا .. أظن الإخوة القراء يمدحون في البداية قط ، ولمّا يبدأ الجد

    يبدأ النقاش والملاحظات … ويقل المدح .. ويزداد الهجاء 🙂

    – نصائحك في محلها وسأحرص على تداركها في المقالات القادمة ، وإن كان لي رأي في مسألة ( نا ) الفاعلين وليس العظمة غير ما تراه .

    وليتني أعلم من هو أول من نهى عنها .. والسبب : أن اسمها ( نا ) الفاعلين .. ومن أغراضها المشاركة في الفعل ، التعظيم ..
    وفي الحقيقة أنا أستعملها لغرض المشاركة لأنني أشعر عند استخدامها بنوع من المشاركة مع القارئ ، وأشعر أنها توحي للقارئ بالمشاركة الشعورية مع الكاتب .. أما للتعظيم : فأستغفر الله ما أكتبها لهذا .. وأعوذ بالله تعالى من مداخل الشيطان .

    جزاك الله تعالى كل خير أيها المتفائل .

  7. من خلال تصفحي في الشبكة وقعت ضحية لشباكك ,, فلم استطع بعد ان اطلعت على المدونة الا بالمشاركة فيها ولو بالدعاء لك بان يسدد الله خطاك ويوفقك ..

    وباذن الله ساكون متابع وقارئ وناقد معك أخي بدر

التعليقات مغلقة.

نُشرت بواسطة

إدارة الموقع

إدارة الموقع

موقع تربوي يقدم تجربته في الحوار والإثراء المعرفي من عالم التطبيقات وعالم الواتساب الصغير إلى عالم المواقع وعالم الإثراء الكبير.