قبل اللجوء إلى الكتب

بقلم: بـدر بـاسـعد
badr.bassad@gmail.com


قبل أن تتوجه إلى هذه الكتب أحب أن أرشدك إلى عدد من الأمور  :


– الأول : أن تهتم بوضع رؤية واضحة حول المخرج التربوي الذي تريده مثال ذلك : ( أهدف إلى بناء شاب مسلم ، يحمل الهم الدعوي ، قادر على أداء رسالته بفاعلية أينما حلّ ، ويتحلى بمقدرة على تجاوز الشبهات المطروحة ). وتكوين الرؤية لا يتم إلا من خلال عزلة فردية يناقش المرء فيها نفسه حول وضع المتربين والإشكاليات التي تواجههم والصورة التي ينبغي أن يكونوا عليها وإدراك جيد للمعوقات والمحفزات والمؤثرات الثقافية والإجراءات المتاحة ومساحة الحرية الموجودة التي تحكم ( خطاب التغيير والتأثير التربوي ) وغير ذلك من العوامل.


وأما الأمر الثاني فهو : مراعاة الفروق الفردية بين المتربين وذلك من خلال معرفة شخصياتهم عن قرب فكل فرد عنده نقص في جانب من الجوانب واكتشاف هذا النقص يعين على سده أو حسن توظيف الفرد نفسه في مجالات ملائمة له وهذا أقرب إلى المعاني الشرعية.


– والأمر الثالث هو: أهمية التغذية الراجعة في العمل التربوي إذ من الأهمية بمكان ملاحظة العيوب التي تحدث بشكل متكرر في المتربين المتخرجين من هذا الوسط ، فعلى سبيل المثال : لاحظنا أن كثيرا منهم يتراجع عن العمل الدعوي بمجرد تركه للوسط أو يتشرب الشبهات التي يثيرها الإعلام  أو أنهم ما بين معتزل للمجتمع بين كتبه أو متنازل عن دينه حين يخالط الناس .. فتقييم مخرجات الوسط التربوي عملية بالغة الأهمية من أجل إدخال التعديلات اللازمة على المنهج التربوي وتطوير أدواته وأساليبه ليجاري متطلبات الحياة المتسارعة دون تغير في المنهج .


والرابع : البحث عن المؤثرات الثقافية التي تغيّر المفاهيم التي يتعرض لها المتربي كأن تكون برامج تلفزيونية أو مواقع انترنتية أو كتب معينة . وقد ينفع المنع ولكن الأجدى هو المناقشة والحوار وبيان الحق والباطل الذي فيها. وهنا لا نتحدث عن علاج فلان أو علّان من هذه الشبهات ولكننا نتحدث عن تطوير آلية متابعة المفاهيم المستجدة سواء كانت صحيحة فننميها أو باطلها فنجتثها . وعلى المربي بعد معرفة المؤثرات الثقافية على الوسط أن يعلق صفحة على جدار غرفته فيها أحدث المفاهيم المطروحة من أجل أمرين : أن تظل عالقة بذهنه فلا ينسى معالجتها ، أن يحتفظ بسجل الشبهات ولينتبه كيفية تعامل الوسط معها في المرات القادمة بعد أن تمت معالجتها وبالتالي يستطيع تقييم مستواه من خلال مردود حي ومباشر.


– العلاقة بين المفهوم والمهارة علاقة تكاملية تظهر جليا حين نعرف أن الإنسان ما هو إلا قالب يتم تغذيته معرفيا بالعلوم النافعة والأفكار الجيدة حتى ينتج عملا صالحا وعندما يهم بالعمل الصالح يحتاج أن يعرف كيف يؤديه على أكمل وجه ومن أجل ذلك هو يتعلم المهارات اللازمة لكي يطبق ما تعلمه . وبهذا التوضيح نفهم العلاقة جيدا .

– إن التربية تتعدى فكرة إحسان العمل إلى ( تهذيب الدوافع ) ، ولا تربية بدون غرس مفاهيم جيدة في الإنسان تنعكس على تصرفاته . إن تصرف رجلين تجاه موقف واحد قد يكون في غاية النبل والمروءة ولكن الفرق بينهما يكون كما بين السماء والأرض حين نفهم دوافع كل منهم. وتعديل الدوافع لكي تتناسب مع مراد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام هو بالضبط غاية التربية الإسلامية.

الآن فرغت من ملاحظاتي فتوجه على بركة الله تعالى إلى تلك الكتب النافعة .

3 thoughts on “قبل اللجوء إلى الكتب”

  1. أمور إرشادية جيدة ، بمثابة الأساس للبناء ، وهل هناك بناء أفضل من بناء العقل ؟ ! ! فإذا كان الأساس متينا وقويا ، كان البناء سليما وراسخا ، تحية إلى كاتب المقال الأستاذ : بدر باسعد ، الذى بادر بوضع حجر الأساس ( بتلك الأمور الإرشادية المهمة ) قبل اللجوء إلى الكتب ، وطلب أن يبنى كل منا بناءه الذى يروق له ( وهو قراءة الكتب النافعة ) فى أى مجال من مجالات العلم والمعرفة .

  2. جزا الله القائمين على الموقع لما يبذلونه من جهد من أجل تطوير العمل الدعوي التربوي لتبليغ دعوة الله في حلة تتوافق وروح العصر دون الخروج عن المصدرين الكتاب والسنة
    ونتمنى لكم كل التوفقيق والسلام عليكم.

التعليقات مغلقة.

نُشرت بواسطة

إدارة الموقع

إدارة الموقع

موقع تربوي يقدم تجربته في الحوار والإثراء المعرفي من عالم التطبيقات وعالم الواتساب الصغير إلى عالم المواقع وعالم الإثراء الكبير.