أعتقد أن الإجابة بكلمة واحدة عن السؤال كافية لفئة من المربين، كما أنها تحتمل التأويل والفهم على غير المراد لفئة أخرى، فجاء هذا التفصيل.
فالمهام، هي: ما يراد القيام به من خطط وأعمال وبرامج قريبة أو بعيدة المدى لإنجاح العمل التربوي في المحضن التربوي.
وأما المراد بالاهتمام: فهو ما يعيشه المربي من هم قلبي يستدعي توظيف كل ما يمكن توظيفه من مهام وأمال وخطط لخدمة العمل التربوي داخل وخارج المحضن التربوي.
وما أكثر ما يقع الخلط حين لا نفرق بينهما، أو نغلِّب إحداهما على الآخر.
ويكون الخلط أيضاً حين نجيد عرض المهام والأعمال التربوية مع إخلال واضح بالأصل الذي لا انطلاقة إلا به، وهو الهم التربوي؛ الذي بفقده سنعطي ونبذل بلا روح، وأحياناً بلا تأثير، فيعيش المتربي هذا المنهج المعلن، ويبقى المنهج الخفي أن قدم ما لديك كمهمة وظيفية مؤقتة تستطيع أن تقيل نفسك منها متى شئت، ولأي ظرف كان، إما بالزواج المثبط ، أو الوظيفة المثبطة ، أو على أقل تقدير بالعزلة الشعورية السلبية بالاكتفاء بالمشاركة دون أدنى جهد أو عمل أو تفكير!
ومع وجود العديد من البرامج والخطط التربوية المنشرة الآن في المكتبات، وفي صفحات الإنترنت، إلا أن بعض المربين لم يحسن استثمارها بالطريقة الصحيحة، فأوجدت لديه تبلداً أدى إلى غياب الهم التربوي الذي يصنع الفكرة، ويصنع العمل، ويصنع الطموح، والإرادة والتحدي والإبداع، فقصارى جهده إلقاء ونشر مادة تربوية علمية مجردة دون أن ترى لها أثراً في طرحه، أو تفاعله، أو حتى قناعته في إيصال ما يريد.
ويغيب الهم التربوي كثيراً حين يعلق المربي هذا الهم، وهذا الشعور، بوجوده في محضن تربوي معين، أو بتعويد نفسه على منطقة أو إقليم يصعب عليه العمل خارجه، أو بإدارة وإشراف مربٍ نهل من علمه لسنوات، ولهؤلاء أثرهم ولا شك، فالإنسان ابن بيئته، شريطقة ألا يكونوا عائقاً له عن المواصلة في عمله التربوي والدعوي.
ونستطيع كيف نكسب الهم التربوي ونساهم في نشره، بخطوات ميسورة، منها:
1- أن نصدق مع أنفسنا، ومع اللـه قبل كل شيء في السر والعلن، ونتجرد من حظوظ أنفسنا.
2- أن نبدأ بمشروعنا التربوي من الآن، بتطوير أنفسنا، ثم وضع الرؤية والأهداف، وعرضها على المختصين.
3- تفعيل وتنشيط العمل المؤسسي داخل المحضن التربوي، والعمل بروح الفريق.
4- تشجيع المربين والمتربين على طرح أفكارهم للنهوض بالمحضن التربوي نحو الأفضل، مع إيجاد البيئة المناسبة لذلك.
5 – تنشئة أفراد المحضن التربوي على الاندماج بالمحاضن التربوية الأخرى، من خلال اللقاءات التي تعقدها الجمعيات الخيرية، ومن خلال الأندية الصيفية وغيرها.
6- القراءة في سير المربين والدعاة والعلماء، من ذلك: كتابي إمام العصرابن باز، وابن عثيمين الإمام الزاهد –رحمهما اللـه-، تأليف: د. ناصر الزهراني، ومقدمة كتاب مسافر في قطار الدعوة، وكتاب صلاح الأمة في علو الهمة وغيرها.
وخلاصة القول: أن التربية كما أنها مهام وأعمال يقوم بها المربي لإنجاح العمل التربوي، ألا أنها في الوقت ذاته اهتمامه وهم تربوي لا بد أن يعيشه المربي ، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر، والله الموفق والمعين.
التعليقات مغلقة.
جزاك الله خيرا أخي زيد ..
وكم كنت موفقا حين قلت ( الهم التربوي الذي يصنع الفكرة ويصنع العمل ويصنع الطموح والإرادة والتحدي والإبداع ) ..
بارك الله فيك
لفتة جميلة فقط أظن العنوان الأنسب هو ـ التربية : اهتمام قبل المهام ـ بارك الله فيك
جزاك الله خيرا أخي الفاضل , و يسر على يدك الخير ؛ و أعانك لدعم هذا الفهم لدى المربين , و المتصدين للدعوة و التربية